ايهود أولمرت: غزة فلسطينية وعليها أن تحكم بيد فلسطينيين، وكلي أمل أن يتم ذلك عبر اتفاق
تتعالى الأصوات في الأيام الأخيرة، على خلفية احتمالات إبرام صفقة تبادل للأسرى، ووقف لإطلاق النار، من طرفي المتراس، منها من يطالب بالاستمرار بالحرب دون هوادة واجتياح رفح بشكل شامل، ومنها من يقول إن على الحكومة الذهاب إلى إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وحول هذه الأمور كلها، كان لنا حديث مع رئيس الحكومة الأسبق، إيهود أولمرت، الذي قال إنّ برأيه بنيامين نتنياهو منذ زمن طويل لا يتخذ القرارات الصحيحة الواقعة في صالح الدولة، ونرى أن بن غفير وسموتريتش هما من يتخذان القرارات الحقيقية في الدولة، وهو، أي نتنياهو، محكوم لنزعاتهما المتطرفة.
وأضاف ردًّا على سؤال أن في أيامه كرئيس للحكومة كانت الظروف مختلفة، ونتائج الحرب في عام 2006 مختلفة، فلم تقم حكومة إسرائيل بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الأحياء، بل كان واحدًا فقط، بالاضافة إلى العديد من جثث مقاتلي حزب الله.
وحول معادلة الدخول إلى رفح، أو تحرير الرهائن، قال أولمرت إنّه من غير الممكن الوصول إلى انتصار تام في هذه الحرب، وبرأيي الأمر الحقيقي على المحك هو عمليًّا إنقاذ نتنياهو، وليس انقاذ الرهائن… وعلى هذا الأساس، وبما أننا نجحنا في القضاء على الألوف من مقاتلي حماس ومن البنى العسكرية للحركة، يمكننا الآن وقف الحرب، لأنّه لا يمكن لنا أن ننتصر فيها بشكل مطلق كما يزعم نتنياهو، مضيفًا أنّ وضع المخاطر مقابل الاحتمالات يتطلب منا وقف الحرب، لأن الاستمرار فيها سوف يؤدي إلى مقتل العديد من الاسرائيليين، إضافة إلى الكثير الكثير من الفلسطينيين النازحين في رفح.
وحول الثمن الذي على إسرائيل أن تدفعه، قال أولمرت إن على إسرائيل الإعلان عن وقف الحرب، وإطلاق سراح العدد المطلوب من الأسرى الفلسطينيين وفق الصفقة المطروحة على الطاولة الآن، مشدّدًا على أنّ الثمن المطلوب غير صغير، وهو سيئ، ولكنه المطروح الآن وهو المطلوب لإطلاق سراح الرهائن الاسرائيليين.
وقال أولمرت إن برأيه إذا ما أعلنت إسرائيل وقف الحرب، يمكن التوصل إلى اتفاق الآن دون تأجيل.
وأضاف أن لحكومة إسرائيل لا توجد استراتيجية لما سوف يأتي بعد هذه الحرب، وهذا أحد الأسباب التي تؤجل إنهاء الحرب. وقال أولمرت إن برأيه يجب العمل على إدخال قوات دولية إلى قطاع غزة كمرحلة انتقالية إلى حين تجهيز هيئة ادارية تسيطر على قطاع غزة، فهو منطقة فلسطينية ويجب أن تحكم بيد فلسطينيين، وآمل أن يأتي اليوم أن يتم ذلك من خلال اتفاق سلام شامل ينهي الصراع مرة وللأبد.
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي "الشمس" وانما تعبر عن رأي اصحابها.